السلام عليكم
من زمان المعني الحقيقي .. للخراريف ..
اعتدنا على سماعها في الصغر .. و حتى الان يتداولها الجيل الحالي ..
الخراريف هي الأساطير في الأدب الشعبي الإماراتي، وهذا اللفظ للجمع ومفرده خروفة، وتصغير خروفة خريريفة،
أما أصل الكلمة فهو خرافة، وإنما خروفة تصغير لخرافة، كما هي الحال في (زروفة وزرافة). . وأم الخراريف، أو بوالخراريف هو من يتصف بالوشاية ونقل الكلام بين الناس ، وهذا كناية عن أنه يختلق الأحداث ويؤلف الحكايا.
وفي الصحاح: خرافة اسم رجل من عذرة استهوته الجن، فكان يحدث بما رأى فكذبوه، وقالوا حديث خرافة.
وفي المعجم الوجيز: الخرافة هي الكلام المتملح والمكذوب، يقال هذا حديث خرافة، كما يقال أيضاً خرف خرفاً فسد عقله من الكبر،
فهو خَرف وهي خَرفة.
أما في رائد الطلاب: الخرافة هي الحديث المضحك المكذوب، وفي الأدب هي قصة قصيرة تسرد حادثة تدور على حياة الحيوانات وألسنتها
وتمثل في ثوبها الخارجي المموه واقعاً إنسانياً. وفي معجم الأساطير: تهدف الأساطير إلى تفسير شيء ما في الطبيعة، وتقوم أساطير أخرى بتفسير التقاليد والعادات الاجتماعية والممارسات الدينية وأسرار الحياة والموت.
فالخيال والخرافة والزخرفة اختلطت بالملاحظة اختلاطاً كبيراً. . بعض الأساطير وضعت للتعليم، لكن بعضها الاَخر لم يكن يهدف إلا للمتعة والتفنن في رواية القصص .
هكذا تفسر المعاجم والقواميس الخروفة والخرافة، وهكذا هي حاضرة في تراث الإمارات، فهي أحد أعمدة الأدب الشعبي، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الشعر الشعبي تليها الأمثال والألغاز.
أما أشهر ما يروى من خراريف في الإمارات: (خطاف رفاي، بابا درياه، وأم الدويس ، وبوالسلاسل، وبعير بوخريطه، وجلاب القايله، وسلامة وبناتها. . إلخ) وغيرها الكثير الكثير، فالأدب الشعبي يزخر بحكايات خرافية كثيرة عمادها شخصيات أسطورية هي غاية في الإبهار والروعة.
القصص الشعبي بشكل عام، والخروفة على وجه الخصوص في الإمارات، بستان كبير جميعنا نقف على بوابته ننظر إلى ما يمكننا النظر إليه فقط، من خلال تلك البوابة الضيقة، ولكننا لم نتجرأ بعد إلى الدخول إلى ذلك البستان والجني من ثماره الطيبة.
ومن خلال هذا المنبر أدعو كل من يحفظ ولو قصة واحدة أو خروفة أن يبعثها إليّ حتى أتمكن من توثيقها وحصرها وتصنيفها مع حفظ حقه الأدبي كاملاً، وكي نتمكن من تدارك ما يمكن تداركه من كنوز تراثنا الشعبي الإماراتي الأصيل.